
عمار الرافال أسطورة النضال في جبال النمامشة
مقدمة:
في الخامس من سبتمبر 2024، تحيي الجزائر الذكرى 65 لاستشهاد أحد أبرز رموز المقاومة الوطنية، البطل عمار نصراوي المعروف بـ”عمار الرافال”، الذي أرعب قوات الاستعمار الفرنسي وأصبح أسطورة في جبال النمامشة والأوراس.
نشأة البطل:
في قرية مقادة البسيطة بدائرة بابار، ولد عام 1930 طفل سيصبح فيما بعد رمزاً للمقاومة. نشأ عمار يتيم الأم في كنف أسرة متواضعة، لكن القدر صقل شخصيته المتفردة منذ نعومة أظفاره، فأتقن فن الرماية من خلال ممارسة الصيد، مُشكّلاً بذلك نواة المقاتل الفذ الذي سيصبح عليه.
مسيرة النضال:
تحول مسار حياة نصراوي جذرياً عام 1956 حين التحق بصفوف جيش التحرير الوطني. اكتسب لقب “الرافال” نظراً لبراعته في استخدام سلاحه، وأصبح كابوساً يؤرق المستعمر. قاد معارك خالدة في تاريخ الثورة، من أبرزها معركة واد الهلال التي استمرت 15 يوماً، ومعركة لجديدة التي شهدت ملاحم بطولية.
القائد الملهم:
لم يكن عمار الرافال مجرد مقاتل شرس، بل كان قائداً فذاً برتبة نقيب، جمع بين المهام العسكرية والسياسية. عُرف بحكمته في حل النزاعات الاجتماعية وإدارة شؤون المنطقة، مما جعله قائداً محبوباً بين الأهالي ومحل ثقة قيادة الثورة.
الملحمة الأخيرة:
في فجر الخامس من سبتمبر 1959، كتب التاريخ الفصل الأخير في حياة هذا البطل. في منطقة الشطاية قرب خنشلة، خاض معركته الأخيرة بشجاعة منقطعة النظير، مكبداً العدو خسائر فادحة قبل أن يسقط شهيداً.
خاتمة:
يبقى عمار الرافال شعلة متوهجة في ذاكرة الأمة الجزائرية، يُلهم الأجيال بقصة نضال استثنائية. وها نحن اليوم، بعد 65 عاماً على استشهاده، نستذكر بطولاته وتضحياته التي ساهمت في تحرير الجزائر من نير الاستعمار.
إن ذكرى استشهاد عمار الرافال ليست مجرد مناسبة للترحم، بل هي دعوة متجددة لاستلهام قيم التضحية والفداء التي جسدها هذا البطل الفذ، والتي تبقى نبراساً يضيء درب الأجيال القادمة.



