الرحابة إيقاعات الأوراس الساحرة
عنوان:
في قلب جبال الأوراس، تتردد أصداء فن الرحابة، هذا الفن الشعبي العريق الذي يُعبر عن ثقافة وتراث منطقة خنشلة بشكل خاص¹. الرحابة ليست مجرد موسيقى، بل هي تعبير عن هوية وروح الأوراس، حيث تتميز بإيقاعاتها الجبلية الموحدة التي تخلو من الآلات الإيقاعية، لتقدم لنا لوحة فنية تنبض بالحياة والتاريخ¹.
التاريخ والأصول
تعود جذور الرحابة إلى قرون طويلة، وهي جزء من تراث منطقة البحر الأبيض المتوسط. يُعتقد أن أغاني الرحابة تشترك في خصائصها مع أغاني مناطق أخرى في المتوسط، مثل أغاني الديكة في سوريا وأغاني اليونان¹.
الحفاظ على التقاليد
رغم رياح التغيير والتطورات الحديثة التي مست الطبوع الغنائية المعاصرة، تواصل فرق الرحابة صمودها وتحافظ على طابعها الأصيل. تُعتبر الرحابة جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالات والأعراس في الأوراس، حيث تُحدث أجواء من البهجة والمتعة¹.
الرحابة والمجتمع
تستهوي أغاني الرحابة الوسط الشعبي وكبار الشخصيات على حد سواء. فهي تُعتبر بطاقة تعريف للأوراس وجواز سفره، وتُعد القصبة والبندير زاد الشاوي وفخر اكتشافه وانتمائه¹.
الأداء والتكوين
تتكون فرق الرحابة عادة من ثمانية أشخاص يغنون نفس الكلمات، مشكلين نغمة جبلية موحدة. وتدعم بعض الفرق أداءها بالبندير لإضفاء نوع من الخفة التي تميز الأغنية الأوراسية المعاصرة¹.
التحديات والمستقبل
رغم التحديات التي تواجه الرحابة في العصر الحديث، يُعتبر الفنان عيسى الجرموني من الشخصيات التي أوصلت الأغنية الأوراسية إلى العالمية، وتواصل الجمعيات التراثية جهودها لبعث وإحياء هذا التراث والحفاظ عليه¹.
في ختام المقال، نستطيع القول إن الرحابة تُعدُّ فنًا شعبيًا يُجسد الهوية الثقافية لمنطقة الأوراس وخنشلة، وهي تُعبر عن الروح الأصيلة للمنطقة وتُعدُّ مصدر فخر لأهلها ولكل الجزائريين.

