معارك واحداث

معركة ختالة ملحمة عين الطويلة الخالدة

 المنطقة : 

تقع هذه المنطقة في الجهة الرابعة من القطاع الرابع بالولاية التاريخية الأولى، وهي المنطقة التي كانت تشكل، أثناء كفاح التحرير الوطني، ممرًا آمنًا يربط جبال الأوراس بمنطقة تبسة، ومن تم إلى الحدود الليبية. ويقع ميدان المعركة وسطها، محاطًا بثلاثة من قرى عين الطويلة وهي: قرية فج الحراث من الشرق، وقرية حلوفة من الغرب، وقرية بئر عباس من الجنوب.

 القيادة: الشهيد البطل: بوجمعة لعلاونة

الأسباب

 تُعدُّ معركة ختالة امتداداً ونتيجةً للموقف الثأري الذي اعتمده الجيش الفرنسي المحتل إثر مقتل عدد من جنوده في واقعة عين احجر القديمة التي حدثت يوم الجمعة الموافق للثامن من فيفري لعام 1958، حين تم الإيقاع بكل من سي بوجمعة لعلاونة، والحاج بلخير مرير، وعبد الرحمان لعلاونة داخل هذه القرية. وتدخل المجاهد بن عطية إبراهيم والشهيد الطاهر فروج لفك الحصار عنهم، حيث أحيطت ليلة الواقعة بضباب كثيف قاد إلى اعتقاد قوات الاحتلال بأنهم مُحاصرون من كافة الجوانب، مما دفعهم لإطلاق النار بصورة عشوائية على مختلف الاتجاهات، فأسفر ذلك عن قتل بعضهم لبعض بأعداد كبيرة. ومُنذ ذاك الحين، أظهرت التحقيقات الفرنسية عن وجود قادة المنطقة الرابعة بالمنطقة، متمثلين في سي بوجمعة لعلاونة ونائبه سي الطاهر فروج. وقد بينت التحقيقات أيضاً أن هذا الفصيل شهد انضمام العديد من العناصر في أواخر العام 1957، ما دعا إلى نقلهم إلى تونس لغرض التدريب والتسلح. وعملت الاستخبارات الفرنسية على مراقبتهم وتتبع تحركاتهم لدى عودتهم بواسطة عملائها، وصولاً إلى التبليغ عنهم في آخر مرحلة قبل وصولهم إلى جبل بوتخمة.

ابطال الملحمة

أبطال هذه الموقعة هم من الدورية التي عادت من تونس بعد تلقيهم التدريب وتزويدهم بالعتاد، وكان أغلبهم من المجندين الجدد. رافقهم إلى تونس كل من المجاهد العايش الطاهر بن لشلح والمجاهد نصاح الوردي بن حباتة والمجاهد بن فروج النوار، تغمدهم الله برحمته. عند عودتهم، انضم لهم مجموعة أخرى بقيادة الشهيد سي بوجمعة لعلاونة. وقد جابوا عدة مواقع في المنطقة حتى استطاعت المخابرات الفرنسية تحديد موقعهم بناءً على خيانة أحدهم من خارج عين الطويلة، الذي كشف عن عودتهم من معسكرات التدريب عند الحدود التونسية بعد مرورهم بمنزله وتناولهم وجبة العشاء معه. تمت محاصرة المنطقة بالكامل من قرن حمار حتى فج أمحمد عبر ثلاثة محاور، حيث كان المجاهدون

يتحصنون في جبل بوتخمة، وهم منهكون ومتعبون، ومقسمين إلى مجموعتين في منطقتي “ختالة” و”ايمي نتيزي”. بعد شروق الشمس وانتهاء وجبة الغداء واستعدادهم للتوجه إلى مزوزية، فوجئوا بقوات العدو الفرنسي تقترب من كل الجهات، حيث أقبلت وحدات عسكرية من المشاة والمدرعات والمدفعية، مدعومة بأسراب الطائرات والمروحيات تقدر بـ 28 طائرة لتبدأ المعركة حوالي الواحدة ظهراً. أبدى الأبطال شجاعة فائقة على الرغم من صغر سنهم وقلة تدريبهم وبساطة أسلحتهم، لكنهم أصروا على المقاومة حتى غروب الشمس، ليعلموا العدو الفرنسي ومن خلفه حلف الأطلسي المزود بأحدث وسائل الموت المحظورة دولياً درساً في الشجاعة والتضحية والفداء في سبيل الوطن.

 النتائج:

 بالنسبة لجيش التحرير الوطني، أدت المواجهة إلى استشهاد 27 من الضباط وضباط الصف والجنود، الذين كانوا من أفضل أبناء منطقة عين الطويلة والمناطق المجاورة لها ومن مختلف العائلات والأسر فيها، ومن بين الشهداء هم : بوجمعة لعلاونة، السعيد لعلاونة، بوقرة زوغاب، العايش العايش، محمد حمزاوي، محمد الطيب العايش، لخميسي بوتبينة، خليفة غزلان، أحمد العايش، عبد الحفيظ العايش، محمد الطيب بوتبينة، ميلود نسيغاوي، سالم طبيب، النوار تمرابط، عبد الرحمن نسيغاوي، عبد الله زوغاب، حانا جابري، هبل جابري، النوار نسيغاوي، صالح حسيين، ميلود لعلاونة، عبد الحميد سباع، حفناوي نصاح، ميهوب تمرابط، الطيب محلعين، لخضر بوكراع، والطيب نصاح، الشهيد الأخير الذي استشهد عند غروب الشمس بعد أن اتخذ موقعاً لم تتمكن قوات الاحتلال من الوصول إليه، فاستخدمت الدبابات لاقتحام المعركة ودهسته فأصبحت جثته أشلاء، رحمهم الله وأسكنهم جناته الواسعة مع الصديقين والأنبياء. أما الجانب الفرنسي فقد عانى خسائر مادية وبشرية كبيرة وصلت إلى العشرات من القتلى، بجانب تراكم جثث جنوده فوق بعضهم داخل شاحنة عسكرية كبيرة، إضافة إلى العديد من الجرحى في صفوفهم، وقد عمد كالعادة إلى إنكار هذه الخسائر إعلاميًا والتقليل من وقعها. فيما يخص المواطنين، فقد تبعت المعركة حملات القمع العشوائي والتعذيب والتنكيل بأبناء الشعب بهدف بث الرعب فيهم وردعهم عن دعم الثورة.

 درس:

 لم تؤثر الأعداد الضخمة من جنود الاستعمار الذين جاءوا من مناطق مختلفة ككتبسة، مسكيانة، الضلعة، عين البيضاء، سدراتة، الجازية وخنشلة، وكذلك كميات العتاد الكبيرة في إضعاف إرادة المجاهدين، بل كان المجاهدين مثالًا في التضحية والثبات في استمرار المقاومة حتى تحقق الانتصار أو نيل الشهادة.

#الخلاصة: تمثل معركة ختالة حدثًا تاريخيًا بارزًا في سجل الجزائر بشكل عام والإقليم بشكل خاص، حيث جعلت حياة المستعمرين مريرة إلى الدرجة التي اضطر فيها الرئيس الفرنسي “ديغول” لزيارة البلاد خلال الأشهر اللاحقة للمعركة، وذلك في جولة عبر أرجاء الدولة بهدف تشجيع معنويات جنوده الذين صاروا هدفًا لهجمات المقاتلين الشجعان. وتظل ختالة رمزًا أبديًا محفزًا لأجيال المنطقة، مؤكدة على أن الحرية لا تُمنح بل تُفتك، وعلى أن إرادة الشعب صادرة من إرادة الخالق التي لا تُغلب. تغمد الله شهداءنا الطاهرين بواسع رحمته.

#المرجع: يتناول التلخيص قصص من خاضوا المعارك من المجاهدين أمثال سلطان العايش، نصاح الوردي، مرير بلخير، العايش الطاهر بن لشهب، وابن عطية إبراهيم، والمسبل خاوة الطاهر بن محمد، وشخاب الشريف، وتدعم هذه الروايات تسجيلات فيديو متوفرة. يشمل التلخيص أيضًا معلومات من تقرير للوحدة 14 RPC التي كانت مستقرة بالقرب من منطقة عين البيضاء سدراتة، كما يشمل إسهامات الأستاذ الهادي فروج.

#تم الجمع والتنسيق بواسطة مرير رفيق. #التحقيق والمراجعة من قبل الأستاذ الهادي فروج.

الملفات المرفقة: لقطات توضح إجراءات الاستطلاع والتفتيش قبل بدء المواجهة، مقطع فيديو، وتقرير من وحدة الـ14 RPC التي كانت متمركزة بالقرب من عين البيضاء سدراتة.

الموضوع  منقول من صفحة بالفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى