تحلّ علينا يوم 14 مارس ذكرى استشهاد البطل عدة بن عودة، المعروف باسمه الثوري “سي زغلول”، أحد قادة الولاية الخامسة التاريخية إبان ثورة التحرير الجزائرية. كان هذا المجاهد مثالًا للبسالة والتضحية في سبيل الوطن، حيث خاض العديد من المعارك البطولية ضد قوات الاحتلال الفرنسي، إلى أن ارتقى شهيدًا في 14 مارس 1962، قبل أشهر قليلة من نيل الجزائر استقلالها.
نشأة البطل والتحاقه بصفوف الثورة
وُلِد المجاهد عدة بن عودة في 1 مارس 1927 بدوار العناترة، بلدية سيدي امحمد، ونشأ في بيئة وطنية تشبعت بروح المقاومة. مع اندلاع ثورة التحرير الجزائرية عام 1954، لم يتردد في الانضمام إلى جيش التحرير الوطني سنة 1956، حيث عُيّن قائدًا للعمليات العسكرية برتبة ملازم، وأشرف على المنطقة الممتدة من ندرومة إلى وهران.
معارك بطولية وتضحيات جسيمة
شارك البطل سي زغلول في العديد من العمليات والمعارك البطولية ضد المستعمر الفرنسي، ومن أبرزها معركة سيدي غالم ببلدية طفراوي في ولاية وهران. وبفضل شجاعته وكفاءته العسكرية، تمت ترقيته إلى رتبة ملازم أول بعد مؤتمر الصومام 1956، ثم تم تعيينه قائدًا عسكريًا للمنطقة الرابعة في الولاية الخامسة التاريخية.
الاعتقال والتعذيب ثم الفرار البطولي
في سنة 1959، وقع المجاهد سي زغلول في قبضة قوات الاحتلال بضواحي عين تموشنت، بعد إصابته بجروح خطيرة خلال اشتباك مسلح مع الجيش الفرنسي. رغم معاناته من إصابته، تعرض لأبشع أنواع التعذيب في السجون الاستعمارية، إلى أن حُكم عليه بالإعدام يوم 3 ماي 1960 من قبل المحكمة العسكرية الاستعمارية في وهران. إلا أن البطل نجح في الفرار من الأسر عام 1961، ليعود مجددًا إلى ساحات القتال، حيث تمت ترقيته إلى رتبة رائد في جيش التحرير الوطني.
الاستشهاد في ساحة الشرف
بعد عودته إلى الميدان، خاض عدة بن عودة العديد من العمليات العسكرية الناجحة ضد المستعمر الفرنسي، إلى أن استُشهد يوم 14 مارس 1962 في مزرعة أولاد بن رخرخ، التابعة حاليًا لبلدية جديوية بولاية غليزان، إثر كمين نصبته له قوات الاحتلال.
الخاتمة: المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
تظل ذكرى استشهاد البطل عدة بن عودة “سي زغلول” خالدة في سجل تاريخ الجزائر، فهو واحد من أولئك الأبطال الذين بذلوا أرواحهم في سبيل حرية الوطن. إن تضحياته، مثل تضحيات آلاف الشهداء، تبقى مصدر فخر وإلهام للأجيال القادمة.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. تحيا الجزائر حرة مستقلة.
