
قصة الحاج أحمد حوحه
صفحات مشرقة من نضال الجزائر: قصة الحاج أحمد حوحه”
في صفحات التاريخ الجزائري المجيد، تتجلى قصص البطولة والفداء كنجوم ساطعة في سماء الحرية. ومن بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم المجاهد الحاج أحمد حوحه، المعروف بـ “أحمد ؤو كوكة”، ذلك الرجل الذي تحدى الاستعمار الفرنسي بشموخ وإباء.
في عام 1955، وفي سن السادسة والستين، لم يمنع كِبَر سنه من أن يكون شوكة في حلق المستعمر. فقد صنفته السلطات الفرنسية في أرشيفها كخطر على أمنها، ووصفته بالعقل المدبر للثورة. ليس غريباً أن يُزَج به في معتقلاتهم، حيث واجه مع رفاقه المجاهدين صنوفاً من التعذيب والقهر.
في ذلك المعتقل القاسي، التقى مع ثلة من أبطال الجزائر أمثال أحمد حماني، ومباركي بلعيد، ومراد عبد الله، والشيخ الشبوكي، وبوزيان عبده، وصالح زريبة، وموحند ؤوبوقرة. كانوا جميعاً نماذج حية للتضحية والإخلاص للوطن، رافضين أن تدنس أقدام المستعمر شبراً واحداً من أرض الجزائر الطاهرة.
وما يزيد قصة الحاج أحمد نبلاً وعظمة هو موقفه بعد الاستقلال. فحين عرضت عليه الامتيازات والمناصب، أبى إلا أن يظل على نهجه في العمل لوجه الله تعالى. ظل على هذا المبدأ حتى لقي ربه في يوم عرفة، ليدفن صباح العيد، مختتماً حياة حافلة بالعطاء والتضحية.
إن قصة الحاج أحمد حوحه وأمثاله من المجاهدين تذكرنا بأن حرية الجزائر لم تكن هبة أو منحة، بل كانت ثمرة تضحيات جسام ونضال مرير. هؤلاء الرجال الذين رفضوا الذل والخنوع، وآثروا العزة والكرامة، يستحقون منا كل التقدير والإجلال.
في ذكرى أول نوفمبر المجيدة، نقف إجلالاً وإكباراً لأرواحهم الطاهرة، ونجدد العهد على المضي على دربهم في الحفاظ على الجزائر حرة مستقلة موحدة. فالمجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والخزي والعار للخونة والمتخاذلين.
عاشت الجزائر حرة أبية، من أقصاها إلى أقصاها، تحكي لأجيالها قصص أبطالها وتستلهم من تضحياتهم معاني العزة والكرامة.

