خنشلة

زليخة الصوت الأوراسي الذي أثرى الساحة الفنية الجزائرية

في عالم الفن الجزائري، تبرز أسماء قليلة استطاعت أن تترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة الجمهور. من بين هذه الأسماء، نجد الفنانة زليخة، التي عُرفت أيضًا باسم “وردة خنشلة”، والتي شكّلت ظاهرة فنية فريدة في تاريخ الأغنية الجزائرية.

من خنشلة إلى قلوب الملايين


وُلدت حسينة لواج، المعروفة فنيًا باسم زليخة، في 6 ديسمبر 1956 بمدينة خنشلة. نشأت في بيئة فنية حاضنة، حيث كان والدها مولعًا بالمسرح وأخوها عازفًا موسيقيًا موهوبًا. هذه البيئة غذّت شغفها بالغناء منذ نعومة أظافرها.

بدايات واعدة في الشرق الجزائري


بدأت زليخة مسيرتها الفنية بالغناء في الأعراس والمناسبات في ولايات الشرق الجزائري، خاصة في خنشلة، باتنة، سوق أهراس وبسكرة. كانت أغانيها مستوحاة من التراث الفني الأوراسي والغناء الشاوي الأصيل، مما أكسبها شعبية كبيرة في المنطقة.


في مطلع الستينيات، انتقلت زليخة إلى الجزائر العاصمة، حيث شاركت في برنامج “ألحان وشباب”. كانت أغنيتها “صبّ الرشراش” نقطة التحول في مسيرتها، إذ حققت لها شهرة واسعة وفتحت أمامها أبواب النجومية.

الانطلاقة الحقيقية من العاصمة

نجمة تتألق بين الكبار
سرعان ما فرضت زليخة نفسها كواحدة من أبرز نجوم الغناء في الجزائر، متألقة إلى جانب أسماء كبيرة مثل سلوى، نورة، رابح درياسة، قروابي، خليفي أحمد، ومحمد العماري. امتد صيتها من الشرق الجزائري ليشمل كامل التراب الوطني.

إرث فني خالد


رغم رحيلها المبكر في 15 نوفمبر 1993 عن عمر 37 عامًا بسبب مرض السرطان، تركت زليخة إرثًا فنيًا ثريًا يتجاوز 120 أغنية مسجلة في الإذاعة والتلفزيون الجزائري. هذا الرصيد الفني الضخم يشهد على موهبتها الاستثنائية وتأثيرها العميق في الساحة الفنية الجزائرية.

خاتمة:


تبقى زليخة رمزًا للإبداع الفني الجزائري الأصيل. فمن خلال صوتها العذب وأدائها المتميز، استطاعت أن تنقل التراث الموسيقي الأوراسي إلى آفاق أوسع، مُثرية بذلك المشهد الفني الجزائري. رغم رحيلها المبكر، فإن أغانيها لا تزال حية في ذاكرة الجمهور، شاهدة على عصر ذهبي للأغنية الجزائرية الأصيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى