
الطريق نحو نوفمبر
الشهيد مصطفى بن بولعيد…الطريق نحو نوفمبر…
…نحن في نهاية شهر أوت 1954
إجتمع الحضور بعد تلقيهم دعوات تلزمهم الحضور بمزرعة الشهيد بن بولعيد في مدينة لامبيز
حضر كل من:
-مصطفى بن بولعيد
-بلعڤون مسعود
-لغرور عباس
-غمراس طاهر بن نويشي
- عاجل عجول
-شيحاني بشير
-بوشمال احمد
-خنتارة محمد
مع بدء الاجتماع ؛ أمر سي مصطفى الحضور بالقيام و تقديم التحية العسكرية؛ (كان ذلك بمثابة إنطلاق اول نظام عسكري المتمثل بالتحية العسكرية) ثم أردف قائلا:
من هاته اللحظة انا هو قائدكم و تقديم التحية العسكرية أمامي كلما قابلتكم واجب…
هذا التصرف الذي فاجأ الجميع لأنهم لم يعهدوه من قبل و فهموا ان شيئا خارقا للعادة قد جرى.
بعدها امرهم بن بولعيد بالجلوس و خاطبهم بالاتي:-
-لقد إتصلت بكل المناضلين في القطر الجزائري و كلهم مستعدون للتحرك ، انا لست مهتم بخلافات القادة و لا الخطب ، لا تهمني من الان السفريات الغير مجدية ولقد قمنا بتخطيط للقيام بعمل مسلح، سوف نمر الى التحرك المسلح.
من الان فصاعدا يجب علينا العمل للتحضير و الاستعداد للتحرك.
إذا كان بينكم مترددين فأحذرهم إنه الموت و ستلقى الأوامر و سيتعين إعدامهم.
ثم أخبرهم بن بولعيد بأن تنظيمهم سيتحول الى الكفاح المسلح،
نتيجة لذلك أعطيت التعليمات التالية والتي وضعت على الفور ابيض على اسود يعني واضحة ورسمية دون أي غموض من قبل شيحاني :
-يجب أن نبحث على النشطاء المناسبين للقتال المسلح.
-يجب أن تشكل خلايا من اثنين زائد واحد؛ بمعدل ثلاث خلايا ، و تكوين مجموعة تسمى الفوج تحت قيادة مسؤول الفوج و عدده 10 اشخاص …
بالإضافة إلى ذلك ، طلب بن بولعيد من عاجل عجول القيام بـوضع قائمة لجميع الاسلحة الحربية و اسلحة الصيد الموجودة في منطقة قسمة آريس بعدها تم توزيع المسؤولين بالطريقة التالية :-
بالنسبة لقسمة آريس
عاجل عجول ، فقد كلف بمسؤولية منطقة كيمل و دوار زلاطو ، و جزء من إيشمول وجزء من الولجة.
اما مسعود بلعڤون و نواورة أحمد – الذي كان غائبًا – فقد كلفوا بمسؤولية آريس و ضواحيها.
وفيما يخص غسيرة و مشونش فقد اخبر بن بولعيدالحضور أن مسؤوليتهما سيتولاها شخص من خارج المنطقة يسمى سي سليمان الذي لم يكن حاضرا في اجتماع لامبيز.
وقد كلف ايضا عباس لغرور بتولي مسؤولية منطقة خنشلة.
ثم أمر بن بولعيد مصطفى الجميع قائلا :
- يتعين على كل مسؤول منطقة مساعدة شيحاني بشير في جولته الدعائية مع النشطاء قبل التجنيد في العمل المسلح.
و أوضح بن بولعيد أخيرًا:- أنه عندما تشكلون الفوج ؛ فكل 03 افواج ستشكل فرقة ، بعد ذلك يجب تدريب الرجال على حرب العصابات من خلال جعلهم يؤدون التدريب ليلاً حتى لا يدرك الناس انه هناك تحضير للعمل المسلح و في النهاية حتى يتم الحفاظ على السرية المطلقة وهذا تحت عقوبة الموت إن تم كشف السر.
كما حدد بن بولعيد :-
يتعين على كل مسؤول شراء الملابس اللازمة لتجهيز المقاتلين الذين لا ينبغي أن يطلق عليهم بعد الآن مناضلين بل جنود.
بعدها قام بن بولعيد بإعطاء مبلغ خمسمائة ألف فرنك (500.000 فرنك) لتجهيز المجاهدين و سلم ايضا دفعة اخرى معتبرة من المال للمسؤولين المجتمعين.
و كانت تعليماته الاخيرة هي: –
” تشترون الأسلحة والمتفجرات و تقومون بتخزين كل شيء عند محمد تيغزا ، الذي يقيم على بعد كيلومتر واحد من وسط قرية لمدينة، في حدود دوار زلاطو…



